في زمن يتسارع فيه التطور التكنولوجي وتزداد فيه الحاجة إلى حلول رقمية تخدم المجتمع المحلي، يبرز اسم المهندس أحمد عميرة ابن قرية نجير – مركز دكرنس – محافظة الدقهلية، كمثال مُشرف لشاب قرر أن يوظف علمه وجهده لخدمة أهله وأبناء بلدته أينما كان.
أحمد عميرة، الذي يقيم ويعمل في المملكة العربية السعودية، لم ينسَ يومًا جذوره وانتماءه لقريته، بل جعلها في قلب اهتماماته، وأطلق فكرة طموحة تحوّلت إلى إنجاز حقيقي يحمل اسم “تطبيق نجير لحظة بلحظة”، وهو أول تطبيق من نوعه يخدم أهالي القرية في الداخل والخارج.
يهدف التطبيق إلى جمع كل ما يخص أبناء نجير في مكان واحد: من أخبار القرية، والتهاني، والمناسبات، والمواليد، والوفيات، وحالات الزواج، والفعاليات، إلى جانب سوق إلكتروني يتيح البيع والشراء بسهولة، وتبادل الخدمات، والتواصل المباشر بين البائع والمشتري، مما جعل التطبيق منصة مجتمعية شاملة تعكس نبض القرية لحظة بلحظة.
هذا المشروع لم يكن مجرد فكرة عابرة، بل هو ثمرة رؤية واضحة وإصرار حقيقي على تقديم خدمة تليق بأهل القرية وتُسهِّل حياتهم اليومية، كما يعكس مدى ارتباط أحمد عميرة بجذوره وحرصه الدائم على رد الجميل لمجتمعه المحلي.
وفي هذا السياق، لا يمكن الحديث عن نجاح هذا المشروع دون الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبه الأستاذ توفيق عبد الخالق خلف، أحد أبرز الشخصيات الفاعلة في الحياة الاجتماعية داخل نجير. فقد كان أحد أهم الداعمين للفكرة منذ بدايتها، مؤمنًا بأهمية التكنولوجيا في خدمة المجتمع المحلي، ولم يتوانَ لحظة عن تقديم المشورة والمساندة حتى خرج المشروع إلى النور بالصورة التي نراها اليوم.
الأستاذ توفيق عبد الخالق خلف معروف بنشاطه المستمر وجهوده الكبيرة في دعم المبادرات الخدمية، وهو صاحب صفحة “أحوال نجير” التي أصبحت نافذة رئيسية يتابع من خلالها الأهالي كل جديد يتعلق بقريتهم من أخبار ومناسبات وأحداث. هذه الصفحة لعبت دورًا مهمًا في لمّ شمل أبناء القرية وتعزيز الروابط الاجتماعية فيما بينهم، وهو نفس الهدف الذي يسعى إليه تطبيق “نجير لحظة بلحظة”.
ويؤكد المهندس أحمد عميرة أن الهدف من هذا العمل ليس فقط الجانب التقني، بل خلق مساحة تجمع الأهالي وتقوي الروابط فيما بينهم، وتتيح لمن هم في الخارج متابعة كل ما يدور في قريتهم لحظة بلحظة وكأنهم لم يغادروها.
بهذا الجهد المشترك، يثبت أحمد عميرة ومعه الأستاذ توفيق عبد الخالق خلف أن حب الوطن يبدأ من القرية، وأن التعاون بين أبناء المجتمع هو الطريق الحقيقي لصناعة التغيير والتنمية وخدمة الناس.