إعلان الرئيسية

رئيس مجلس الإدارة
د.محمد مصطفي كمال
رئيس التحرير
ابراهيم عبدالله


تقدّم الدكتورة عبير حيدر نموذجًا عربيًا متقدمًا في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، يجمع بين الخبرة الأكاديمية المكتسبة عبر التدريس في مصر والولايات المتحدة وقطر، وبين حضور دولي واسع في تدريب معلمي العربية في أكثر من عشر دول. هذا المزيج من العمل الجامعي والتدريب الدولي أسهم في تشكيل رؤية تربوية معاصرة ترى في اللغة مجالًا للتقارب الثقافي لا مجرد مهارة لغوية.


تقوم المقاربة التي طوّرتها د. عبير على قناعة مفادها أن تعلم اللغة يبدأ من الإنسان قبل المنهج، وأن المتعلّم — خاصة القادم من بيئات بعيدة لغويًا وثقافيًا — يحتاج إلى مساحة آمنة تسمح له بالتعبير والتجربة دون خوف. ولهذا اتسمت فصولها الدراسية وأنشطتها التدريبية بقدر كبير من المرونة، والانتباه للفروق الفردية، واحترام الخلفية الثقافية لكل متعلم.


وقد مارست د. عبير التدريس الأكاديمي في مؤسسات تعليمية مرموقة في مصر، ثم في الولايات المتحدة، قبل أن تواصل مسيرتها في قطر. وإلى جانب هذا المسار الجامعي، شاركت في تطوير قدرات معلمي العربية عبر ورش عمل وتدريبات مهنية في دول متعددة، من بينها الهند، كوريا الجنوبية، ماليزيا، اليابان، تركيا، صربيا، البرازيل، روسيا، جورجيا، وأذربيجان. ولم تكن هذه الدول مجرّد محطات لإلقاء المحاضرات، بل فضاءات مهنية أغنت خبرتها ومكّنتها من فهم أعمق لاحتياجات المعلمين والطلاب على حدّ سواء.


ويُعد الجانب البحثي محورًا مهمًا في تجربتها؛ إذ تناول آخر أبحاثها علاقة الأطفال العرب في دول المهجر بلغتهم الأم في ظل ضغوط الاندماج والقلق النفسي، مُسلّطة الضوء على التوتر الذي يعيشه أبناء الجيل الثاني بين الحفاظ على العربية بوصفها جزءًا من الهوية الأسرية، وبين التراجع في مهارات القراءة والكتابة نتيجة غياب بيئة لغوية داعمة.


ومن الشواهد اللافتة على الامتداد الإنساني لتأثيرها صدور كتاب بعنوان

The Secrets of Dr. Abeer Heider

ألّفته الكاتبة والصحفية الألمانية لوميير كاتالينا (Lumière Catalina)، التي كانت من طالباتها، ووجدت في تجربتها التربوية مادة تستحق التوثيق لما تحمله من جوانب إنسانية ومهنية تركت أثرًا واضحًا في المتعلمين. وقد نُشر الكتاب على منصة “أمازون”، في دلالة على انتقال أثر التجربة من نطاق الصفّ إلى فضاء أوسع من الاهتمام والبحث الكتابي.


وتحرص د. عبير على توظيف التقنيات الحديثة في التعليم بوعيٍ واتزان، مستخدمةً الأنشطة القصيرة والمنصات التفاعلية بما ينسجم مع إيقاع الجيل الجديد، ويجعل عملية تعلّم العربية أكثر قربًا من الحياة اليومية وأكثر قدرة على بناء الدافعية والثقة لدى المتعلمين.


إن ما تقدّمه د. عبير حيدر اليوم يتجاوز حدود التدريس التقليدي، ليجسّد رؤية عربية معاصرة تعيد تقديم اللغة بوصفها جسرًا للتفاهم والتقارب الإنساني. وهي تجربة تستحق التقدير والمتابعة في سياق الجهود الرامية إلى تطوير تعليم العربية عالميًا، وتعزيز حضورها باعتبارها لغة حوار وثقافة وانتماء.

وهذا رابط موقع د.عبير حيدر

https://www.abeerheider.com/

بوابة الأهرام أعلن هنا
بوابة الأهرام أعلن هنا