في عصر يتحول فيه الاقتصاد بسرعة بين الرقمية والميدانية، يبرز اثنان من رواد الأعمال المصريين كلٌ في ساحة مختلفة لكنهما يشتركان في هدف واحد: بناء قيمة حقيقية للوطن. من جانب، هناك محمد نجاتي، المستثمر وصانع الفرص في عالم التكنولوجيا والشركات الناشئة؛ ومن الجانب الآخر، محمد أبو علام، الصناعي العملي الذي يبني مصانع ومنتجات تلمس أرض الواقع.
نجاح بأدوات مختلفة
محمد نجاتي يمثل نموذج رائد الأعمال العصري — يستثمر في أفكار، يقود شركات تقنية، ويؤثر عبر منصات إعلامية وبودكاستات تهدف لتثقيف رواد الأعمال الشباب حول كيفية تحويل فكرة إلى شركة قابلة للنمو. نجاحه يقاس بتقييمات الشركات، حلقات التمويل، وقدرته على توظيف رأس المال لخلق أثر مضاعف.
على النقيض، يقود محمد أبو علام خط إنتاجٍ مختلف: مصانع، ماكينات، وخطوط توريد. نجاحه يقاس بمعدلات الإنتاج، جودة المنتج، ورضا العملاء في السوق المحلي والإقليمي. ابو علام يصنع وظائف حقيقية ويغذي قطاعات البناء والصناعة والخدمات الهندسية بمنتجات ملموسة.
تكامل أم تنافس؟
رغم اختلاف الأدوات، فإن السوق يحتاج الاثنين — الأفكار للاستثمار والنمو، والعديد من المصانع والمنتجات لتجسيد تلك الأفكار على أرض الواقع. التعاون بين نوعي رواد الأعمال يمكن أن يولد منظومة متكاملة: شركات تقنية تحتاج لإنتاج مواد ومعدات محلية، والمصانع تحتاج لابتكار في التصنيع الذكي والتحول الرقمي.
دروس للشباب ورواد الأعمال
من نجاتي نتعلم كيفية تقييم الفرص، بناء فرق مرنة، وتوظيف التمويل لسرعة النمو. ومن أبو علام نتعلم أهمية الإتقان، إدارة الموردين، واستدامة العمل الميداني. كلا المسارين يتطلبان مخاطر محسوبة، قيادة واضحة، وتركيز على القيمة وليس المجرد الربح.
خاتمة
في مصر اليوم، لا يكفي أن تكون فكرة جيدة، ولا يكفي أن تمتلك مصنعًا قويًا؛ النجاح الحقيقي يظهر عندما تُدمج الأفكار الذكية مع قدرات الإنتاج الواقعية. محمد نجاتي ومحمد أبو علام مثالان لوجهين مختلفين من نفس العملة — رهان على مستقبل اقتصادي متوازن ومتنوع
نجاتي بيصنع أفكار، وأبو علام بيصنع منتجات
